Qatari Heritage Represents Unlimited Source of Inspiration

QNA

Doha: Qatari heritage represents a continuous source of artistic and aesthetic inspiration for many artists, and a broad social approach, given its values, ideas, beliefs, customs and traditions that represent the memory of individuals and societies. Heritage is also a source of knowledge, as it reflects the experiences and identity of nations.

In exclusive statements to Qatar News Agency (QNA), a number of Qatari visual artists stressed their deep connections with their national heritage, social and cultural memory and its human dimensions, which gives them a motive for artistic expression and stimulates their imagination to create works of art that reflect the noble content of this heritage.

The artists explained the broad significance of the concept of heritage and its multiplicity of dimensions, to include different aspects of human memory, society, stories of the past, and the elements of the environment and nature that represent the scene of this life, and this existence over time.

Speaking to Qatar News Agency (QNA), Mohammed Al Ateeq Al Dosari highlighted the interconnectedness of the concepts of heritage and modernity since the beginning of his artistic experience, adding that the concept of heritage is broad and includes stories and tales of parents and grandparents, the conditions of society in the past and the changes that occurred in social life.

Al Dosari, whose works are full of elements of the environment and the scent of the soil of the homeland, said that the best model that reflects his experience in this field is the 3D model of Acacia-Tree Seed that was launched by Qatar Museums in the Post Office Park, in cooperation with the Public Works Authority (Ashghal) and the Ministry of Municipality, as part of Doha’s FIFA World Cup Qatar 2022 hosting.

Hassan Bujassoum told QNA that he draws his artistic works from heritage, especially the aspect related to intimacy and the social and human dimension of the place with its ancient architecture, stressing his celebration of heritage as an integral part of human identity.

He added that the social environment in the old Qatari neighborhoods where parents and grandparents lived were a constant source of inspiration for his artistic works.

Artist Ahmed Noah said that he draws inspiration for his creative works and paintings from his environment mixed with his memories and feelings, and sees heritage as a source of visions and a rich source of inspiration, from which the artist draws aesthetic and spiritual values.

He added that his relationship with heritage is mutual, as heritage gives him ideas, feelings and fantasies, and the artist renews and revives it by contemplation and employment in his creative work.

He emphasized that the broadening of the concept of heritage gives the artist in general and the visual artist in particular a space for contemplation, inspiration, and employment in creative works.

قنا

الدوحة: يمثل التراث القطري منبعا متجددا للإلهام الفني والجمالي للعديد من الفنانين، ونهجا اجتماعيا واسعا؛ لما يحمله من قيم وأفكار ومعتقدات وعادات وتقاليد تمثل ذاكرة الأفراد والمجتمعات، كما يعد التراث مصدرا من مصادر المعرفة، فهو يعكس خبرات الأمم وهويتها التي تجتمع عليه.

وفي تصريحات خاصة لوكالة الأنباء القطرية /قنا/، أكد عدد من الفنانين التشكيليين القطريين على ارتباطهم العميق بتراثهم الوطني وذاكرتهم الاجتماعية والثقافية وأبعادها الإنسانية، مما يمنحهم دافعا للتعبير الفني، ويحفز خيالهم لابتكار أعمال فنية تعكس المحتوى النبيل لهذا التراث، ممثلا في قيم الخير والجمال والثبات على الحق، ونصرة المظلوم وصلة الأرحام، مشددين على أن ما يميز الفنان ويجعل لتجربته أهمية وخصوصية هو قدرته على ابتكار الشكل الفني المناسب لهذا المحتوى.

وأوضح الفنانون اتساع دلالة مفهوم التراث وتعدد أبعاده، ليشمل جوانب مختلفة من ذاكرة الإنسان والمجتمع وحكايات الماضي، وعناصر البيئة والطبيعة التي تمثل مسرحا لهذه الحياة، وهذا الوجود على مر الأزمان.

ومن جانبه، أوضح الفنان التشكيلي محمد العتيق الدوسري، في تصريح خاص لوكالة الأنباء القطرية /قنا/، أن مفهومي التراث والمعاصرة مرتبطان بشكل عميق، بالنسبة له وذلك منذ بداية تجربته الفنية، ومنذ أن قرر البحث عن خصوصية وهوية للوحته تُميزها عن أعمال الآخرين، وتُحقق بصمته وتفرده وشخصيته الفنية، مشيرا إلى أن هذا البحث تمخض عن معادلة أطرافها الموروث والذاكرة والتاريخ الاجتماعي من جانب، والمعالجة الفنية المعاصرة لهذا المحتوى من جانب آخر.

وقال الدوسري: “يتميز مفهوم التراث بأنه واسع يتضمن قصص وحكايات الآباء والأجداد وأحوال المجتمع في الماضي، والتغيرات التي حدثت في الحياة الاجتماعية، والعبرة في اختيار الموضوع، والاستفادة منه في صناعة الأعمال الفنية المعاصرة”.

وأكد الدوسري أن المتأمل في أعماله سيكتشف حرصه على استلهام الموروث وأبعاده الثقافية والنفسية والروحية، وهذا مرتبط بالمعنى، أما الشكل فيصنعه في لوحته أو أعماله التركيبية من خلال أسلوبه الذي يجمع بين التعبيرية والتجريد؛ لذلك يمثل الشكل الذي يصوغ به هذا المحتوى أمرا مهما.

وتابع أن هناك أبعادا أخرى في معادلة التراث في تجربته الفنية، تمثل جانبا ملهما ومؤثرا في خبرته التشكيلية، وهو الارتباط بين الموروث الثقافي والبيئة، فالطبيعة بالنسبة له بأشجارها وألوانها وطينها ورمالها تمثل مصدرا للإلهام، ولصياغة الخامات التي يستخدمها في لوحته وأعماله الفنية.. فهو يقتبس الألوان الطبيعية ويضيف عليها الألوان الصناعية، ويستخدم الطين والخشب وأوراق الشجر، ليصنع توليفته الخاصة من الخامات التي يستخدمها في فنه.

وقال الفنان التشكيلي محمد العتيق الدوسري: إن أعماله تزخر بعناصر البيئة، وتعبق فيها رائحة تراب الوطن، مشيرا إلى أن أفضل نموذج يعكس تجربته في هذا المجال هو المجسم الفني /بذرة شجرة القرط/ الذي دشنته /متاحف قطر/ بحديقة البريد، بالتعاون مع هيئة الأشغال العامة /أشغال/ ووزارة البلدية والبيئة، في إطار استضافة الدوحة لبطولة كأس العالم FIFA قطر 2022.

ويتكون المجسم الضخم من ثلاث كتل من مادة البرونز، ويحتل مساحة بحدود 225 مترا مربعا، ويعكس دلالات /بذرة شجرة القرط/ بوصفها عنوانا للصلابة والقوة، ورمزا لإرادة القطريين وقدرتهم على تحمل الصعاب، كما يعبر عن شغفه كفنان بالطبيعة واستلهامه لعناصرها في تجربته الفنية، إلى جانب دلالات الأصالة والثبات على قيم الحق والخير على مر الأزمان وتعاقب الأجيال، وذلك إضافة إلى دلالة الصلابة والقوة في معدن البرونز الذي صنع منه المجسم.

وأوضح الفنان الدوسري أن إنجاز المجسم بهذا المستوى الرفيع حقق حلمه باستلهام موضوع نابع من بيئته الثقافية المحلية، ويطرح في الوقت ذاته قيما ورسالة ثقافية ذات أبعاد إنسانية وعالمية من فنان عاشق لبيئته ومجتمعه، ويمثل بصمته الخاصة ودوره في حفظ إرث القيم القطري للأجيال القادمة من خلال الفن.

بدوره، أكد الفنان التشكيلي حسن بوجسوم، في تصريح خاص لـ /قنا/، أنه يستوحي أعماله الفنية من التراث، خاصة الجانب المرتبط بالألفة والبعد الاجتماعي والإنساني للمكان بعمارته القديمة و”فرجانه”، مشددا على احتفائه بالتراث بوصفه جزءا أصيلا من هوية الإنسان في الزمان والمكان، فهو يعكس ملامح الماضي الذي يتحول إلى موروث شعبي مع مرور الزمن، ويحمل عبق العادات والتقاليد الاجتماعية.

وأردف قائلا: “أحببت التراث من خلال البيئة الاجتماعية التي عشت فيها لحظات طفولتي في الأحياء القطرية القديمة، فقد شكلت تلك البيوت التي سكنها الآباء والأجداد بتصاميمها ونقوشها وحيشانها مصدر إلهام دائما لي، وصارت عمارتها وأطلالها مرآة لتلك الحياة”.

وأوضح أن التراث يرتبط عنده بحنينه للطفولة وذكرياتها، المليئة بصور التواصل والزيارات للأهل، والأقارب بصحبة والديه، فصور تلك الجلسات الأسرية ظلت عالقة في ذهنه، رمزا لصلة الرحم، مضيفا أن حكايات الماضي التي كان يسمعها من والديه تمثل مصدر إلهام له، حيث تركت في ذهنه صورا للتخيل، ودافعا لإنتاج لوحات تعكس تصوراته لتلك الحياة وذلك الماضي.

وشدد بوجسوم على أن هذه الطريقة في توظيف التراث والحكايات والأمكنة جعلت لوحاته مميزة وأحبها كثير من الناس، فقد أخذت حيزا من الشهرة والاهتمام، مما شجعه على رسم المزيد من اللوحات المتعلقة بالحياة الاجتماعية للأسرة القطرية.

وأشار إلى أن اللوحة التشكيلية التي تستوحي الحياة الاجتماعية تتميز عن الصورة الفوتوغرافية، بأنها تبرز مشاعر الفنان، وتعكس نظرته إلى تلك الحياة وانفعاله بها، وليست مهمة الفنان أن ينقل المشهد بحذافيره، بل أن يعبر عن مشاعره وعواطفه من خلال المشهد في اللوحة.

وانتقد بوجسوم بعض الفنانين الذين يضعون التراث ومفهومه في نطاق ضيق من خلال رسم عنصر واحد، كالصقر مثلا، مما يجعل المعنى مكررا ومستهلكا، فالعناصر تأخذ معناها الواسع من خلال وجودها معا داخل اللوحة الواحدة، مشيرا إلى أن أهم المعاني التي يحملها التراث إلينا هي معاني الألفة والمحبة والتواصل بين الناس.

ومن جانبه، أوضح الفنان التشكيلي أحمد نوح، في تصريح خاص لـ /قنا/، على أن دور الفنانين بمختلف اهتماماتهم ومدارسهم وأساليبهم هو صون الموروث بمختلف أشكاله للأجيال القادمة، انسجاما مع رؤية دولة قطر، التي تعتز بتراثها المادي والروحي، وتعتبر الحفاظ عليه ركنا أساسيا من أركان نهضتها الثقافية الحديثة الشاملة.

وأشار إلى أنه يرتكز في نظرته للتراث ومفهومه إلى أن التراث ليس ماضيا غاب وانقضى، بل هو حاضر دوما ويدفعنا نحو المستقبل، منوها بدعم ورعاية المؤسسات الثقافية والإبداعية التي أخذت على عاتقها حماية وحفظ مكونات هذا التراث، فصون التراث يمثل إثراء لتجربتنا في الحاضر وإغناء للتجربة الإنسانية؛ لذلك نعتز بتراثنا ونفتخر به، فهو الجذر الذي يمتد في الماضي، وما هذا الحاضر إلا امتداد للماضي، ويشكل السمة المميزة لنا.

وقال الفنان أحمد نوح إنه يستلهم أعماله الإبداعية ولوحاته من بيئته الممزوجة بذكرياته ومشاعره، ويرى في التراث منبعا للرؤى ومصدرا ثريا للإلهام، ينهل منه الفنان قيما جمالية وروحية، وإن علاقته بالتراث تبادلية، فالتراث يمنحه الأفكار والمشاعر والأخيلة، والفنان يجدده ويحييه بالتأمل والتوظيف في عمله الإبداعي.

وأكد أن اتساع مفهوم التراث يمنح الفنان عموما والفنان التشكيلي على وجه الخصوص فضاء رحبا للتأمل والاستلهام، والتوظيف في الأعمال الإبداعية، وقد تجلى ذلك في تجربته الشخصية من خلال توظيف الأبعاد الجمالية للعمارة القطرية والعربية والإسلامية بشكل معاصر، من خلال ما تعكسه هذه العمارة من سيرة الأجداد، واجتهادهم في إعمار الأرض، وسعيهم لتنمية المجتمع من خلال المعمار الذي يعكس المنفعة والجمال.

وختم قائلا: لقد وظفت في معرضي عام 2019 بعنوان “بقايا حياة” تراث الكتاب في أبعاده الإنسانية، باعتبار الكتاب رمزا للمعرفة والخيال الإنساني وعبقرية العقل والروح، ودليلا على التنمية والنهضة والتطور.